تعقيبات على تعليقات الحلقة الأولى

عبدالباسط البيك

تعقيبات على تعليقات الحلقة الأولى

فتح علي سقوط النظام الفاسد و تحرير سورية من آثار دنس حكم عصابة أسد الإجرامية الطائفية الباب كي أقف أمام عدة منابر إعلامية لأتحدث عن هذا الحدث العظيم الذي كنت و غيري من ملايين السوريين ينتظرونه لسنوات طويلة فقد شرفتني الجالية السورية كي ألقي كلمة النصر في تجمعها بموكب مهيب طفنا به بأهم الشوارع الرئيسية بالدار البيضاء ثم في تجمع آخر في اليوم التالي بالرباط أمام مبنى السفارة السورية المغلق بسبب قطع العلاقات أو تجميدها بين سورية و المغرب . و الظاهر أنني توفقت في كلا الحالتين في الخطابين اللذين نالا إستحسان الحاضرين فقصدتني محطات تلفزيونية { الحرة و العربية و قناة ميدي آن تي في المغربية و محطة التلفزيون المغربي الأمريكي بنيويورك إضافة لمحطات مغربية على مواقع التواصل الإجتماعي لتسجيل حوارات معي بمجملها دامت لعدة ساعات و خاصة مع محطة التلفزيون المغربي الأمريكي حول الحدث العظيم الذي أكرم الله به الشعب السوري و عن أوضاع الجالية السورية في المغرب و العلاقات السورية المغربية ثم عن مسيرتي لأكثر من نصف قرن بالعيش ضمن المجتمع المغربي . و بذلت جهدي لأكون أمنيا و وفيا في كل التدخلات التي قمت بها قاصدا المساهمة في تقديم عدة معلومات للسادة المشاهدين و المتابعين لي من مغاربة و مشارقة على تلك المنابر . و انني شاكر لكل من استضافني من محطات و اعلاميين على فضلهم لاتاحة الفرصة لي لاقابل المساهدبن عبر مواقعهم الكريمة . و قد لاحظت أن السادة القراء على الفيسبوك قد شاركوا بتعليقاتهم حول ما ذكرته بتلك اللقاءات و كان معظم تلك التعليقات إيجابيا و مشجعا و مباركا و مؤيدا لما ورد في كلامي و حصلت على ثناء عدد كبير من المعلقين و أنا أشكر الجميع على ما أكرموني به من مديح و ثناء و إطراء . لكن ثمة ثلاثة تعليقات كانت على عكس السير و نحت بإتجاهات مخالفة فوجدت أنه من الضروري التعقيب عليها و توضيحها لمن أرسلها لي كي أضع النقاط على الحروف و أوضح جوانب مهمة لإكمال الصورة التي أردت أن أضعها أمام السادة المتابعين للحوارات التي نشرتها على موقعي على منتدى الفيسبوك و الواتس آب . إثنان من تلك التعليقات وردت من صديقين عزيزين و متابعين لي و أشكرهما على إهتمامهما الدائم بما أنشره و أحترم دائما رأيهما الذي في معظمه يكون طيبا و إيجابيا . أما ثالثهما فقد ورد من معلق جزائري لا أعرفه . و يسرني أن أبدأ بالتعقيب على الصديق الحلبي الأصيل الذي يسكن في ولاية جورجيا الذي عاتبني على قولي أنني { تمغربت } أي أصبحت مغربيا و قال لي عليك أن تقول أن نصفك سوري و نصفك الآخر مغربي . و هذا القول في جوهره قلته عدة مرات في حوارات مختلفة و حين إستخدمت مصطلح { تمغربت } فكان قصدي المغربة في السلوك و العادات فمن الطبيعي أن العيش لنصف قرن في مجتمع بشكل دائم يفرض علي التعايش مع عاداته و تقاليده التي تأقلمت معها و أحببتها و صارت جزء اصيلا من عاداتي اليومية في المأكل و المشرب و السلوك اليومي . أما عن العاطفة و المشاعر القلبية لكلا البلدين سورية و المغرب فقد كنت اقول دائما أنا كشجرة جذورها في سورية و ساقها و ثمارها الطيب في المغرب الحبيب . و اضيف قولا آخر { إن قلبي سوريا و لكنه ينبض على إيقاع نغمات النشيد الوطني المغربي } . و أزيد قولا ثالثا بأنني كالولد البار بوالديه { أمه سورية و والده المغرب } . هذه هي حقيقة مشاعري بين المكان الذي ولدت به و المكان الذي أعيش به بكل عز و كرامة و إفتخار . المجتمع المغربي الذي و فر لي و لأسرتي الأمن و الإستقرار في الوقت الذي لم يكن أهلي بسورية يتوفرون على مثل ذلك في قلب وطنهم . أتمنى أن أكون توفقت في شرح موقفي للصديق العزيز الذي جمعتني به صداقة منذ أيام الطفولة و الدراسة بمدرسة واحدة في المرحلة الإبتدائية . فماذا عن ملاحظة الصديق الثاني { أبو عمار } الحموي الأصيل الذي سيكون الرد على تعليقه في الحلقة المقبلة قريبا إن شاء الله . عبدالباسط

مواضيع أخرى

الاكثر قراءة

فيديو

تابعنا على :