تعقيبات على تعليقات
الحلقة الثانية
عبدالباسط البيك
سأكمل التعقيب على تعليق ثان ورد من صديق عزيز سوري من مدنية حماه و يسكن في دبي حول مديحي و إطرائي لبلدي الثاني المغرب . كتب الأخ أبو عمار معلقا على شكري للمغرب و إسرافي في الحديث عن حسن إستضافته للجالية السورية قائلا أنه في منطقة الخليج عشرات الألوف من السوريين يسكونون بالمنطقة و يعملون على أرضها مقابل عدد الجالية السورية بالمغرب ألوف لا أكثر من عدد أصابع اليد فلماذا هذا التهويل لما قدمه المغرب و هو البلد الذي القادر على إستيعاب عدد كبير من السوريين . و الحق أن ظاهر قول الأخ أبو عمار صحيح و لكنه تغافل عن أمر هام جدا أو ربما لا يعرفه لعدم زيارته للمغرب . أنا لم أتناول الموضوع من حيث العدد و تناولته من حيث حسن الإستقبال و المعاملة و الضيافة و كرم الشعب المغربي مع ضيفه مهما كانت جنسيته إضافة للمعاملة القانونية التي يحظى بها الأجنبي المقيم على أرض المغرب سواء كان طالبا جامعيا أو مستثمرا أو عاملا في شركات مغربية فالفارق شاسع و واسع بين ما يوجد في المغرب مع ما يوجد بكل دول الخليج و هذا ما سأفصله في تعقيبي . لا يوجد في المغرب كفيل و لا ضرورة لوجود شريك مغربي بالمشروع و لا يتم حجز جواز سفر الأجنبي عند رب العمل كما في دول الخليج فالأجنبي في المغرب يتمتع بحقوق المواطن المغربي حين يفتتح شركة أو مصلحة للعمل و يحاسب أمام القانون بمساواة كاملة في الحقوق و الإلتزامات مع الشركات المغربية و يحق للأجنبي شراء العقارات ماعدا الأراضي الفلاحية التي يمكن إستئجارها بإسم الشركة التي أسسها بموجب القوانين المغربية و ليس بإسمه الشخصي . و يحق للأجنبي البيع و الشراء و الإستيراد و التصدير كبقية الشركات مادام خاضا للقانون المطبق على الجميع . و لا ينظر المواطن المغربي نظرة دونية و عنصرية للأجنبي كما في دول الحليج و هذا حال يعرفه كل الأجانب بتلك المنطقة و يشكون منه و لا يوجد تفضيل للشركات المغربية على حساب الشركات التي يمتلكها الأجانب كما في دول الخليج . و أود أن أسأل صديقي أبا عمار عن عدد أصدقائه من أبناء دبي و كم مرة زارهم ببيوتهم للزيارة أو لتلبية دعوات لتناول الطعام في بيتوتهم الفارهة …؟؟؟ من معرفتي لدول الحليج و إحتكاكي مع العديد من الأهل و الأصدقاء الذين يعملون هناك علمت أن بعضهم عمل لعقود في البلد الخليجي دون أن يكون له صديق من أبناء البلد و ما دخل دار أحد منهم قط … و الحال عندنا في المغرب مختلف جدا و عساكم تسألوا السوريين الذين زاروا المغرب و عاشوا به و عملوا على أرضه و ستجدون الفارق العظيم بين حياة السوري الإجتماعية في بلدان الخليج و بين حياته في المجتمع المغربي . و سأذكر قصة حدثت معي شخصيا فقد كان لدي شركتي زبونا يشتري من عندي بعض قطع الغيار و كان المسؤول عن قسم المشتريات رجلا فاسدا يريد مني عمولة و كنت أرفض ذلك . إتصل بي ذات يوم و سألني عن صنف فقلت له موجود و لكنني لا أبيعكم إلا نقدا فقال لي بيننا إتفاق على منحنا تسهيلات بالدفع فقلت له ألغيته فقد غيرتم ما إتفقنا عليه من حيث مدة التسهيلات و طريقة الدفع دون التشاور معي . فأجابني مهددا هل تعرف من هو صاحب شركتنا ..؟؟؟؟ فقلت له نعم أعرفه هو جلالة الملك الحسن الثاني الذي أحترمه و أقدره و أجله و ولائي له ..و إذا كنت تظن أنك تخيفني بذلك فأنت مخطىء فجلالة الملك حين يكون له شركة فإنها تتساوى مع شركتي أمام القانون و لا فارق بين شركتي و شركته فهو يدفع الضرائب و يخضع للقانون مثل غيره فصعق الرجل من جوابي الصارم و أغلق الهاتف ..تصوروا لو أن ذلك حدث في أي دولة عربية ماذا ستكون ردة الفعل …؟؟؟ في دول الخليج سأرحل لخارجها خلال أربع و عشرين ساعة كما علمت من أصدقاء . لم يتصل بي أحد و لم يضايقني أحد على هذا الموقف و لي مواقف كثيرة من هذا النوع و لم أتعرض لمضايقات من أي جهة لأن القانون والمصداقية كانا سند ا لموقفي . سمعت عن كثيرين من الأجانب هضمت حقوقهم من طرف شركاء من أبناء البلد و هذا لا يمكن حصوله عندنا في المغرب لأن حقوق الأجنبي محترمة و يصونها القانون و العدل لأقصى الحدود . و قد دفع عدد من الأصدقاء السوريين على سبيل المثال شكاوى ضد تعسف إداري مارسته بعض الإدارات فكان القضاء نصيرا لهم و أصلحت المحاكم بقرارتها العادلة ما أفسده موظف بسوء تقديره . أما عن شخصي فقد آليت على نفسي أن أكون القناة الصادقة لنقل أخبار المغرب لأهل المشرق و أن أكون سيف المغرب الصارم و درعه الحصين و سهمه الصائب في مواجهة خصوم المغرب و وحدة أراضيه في كل مقام و منتدى و موقع و سأذكر سبب ذلك في تعقيبي على سؤال مواطن جزائري وجهه لي و ذلك في الحلقة المقبلة قريبا إن شاء الله . عبدالباسط